samedi 16 août 2008

مشاكل المغرب




كثيرة هي المشاكل التي يتخبط فيها المغاربة، فمن التهميش مرورا بالفقر، فالبطالة، فهذه أشهر الأشياء التي تطفو على سطح المشاكل المغربية. ولعل التعدد الطبقي يزيد في تعقيد المشكل، فعندنا من الفقير جدا إلى الملياردير، وهذا يتضح لك بعد قيامك بجولة صغيرة حول الكاريانات والمراحيض إلى جانب الفيلات الضخمة في مدينة واحدة طبعا.
لقد دفع الفقر والحاجة التي نتحد ضدها أحيانا إلى محاولات انتحار المكفوفين أمام البرلمان وذلك بشرب السموم التي أصبحت عندهم أحسن من سموم الفقر والبطالة، وأيضا مثلما حاول أيضا فئة أخرى منهم الانتحار أمام القطار لوضع حد لحياة عاشوها تحت الفقر والحاجة. تصورا لو أن ما أرادوه كان، ماذا سيكون رد فعل المسؤولية؟ أين هي وزارة التضامن من هذا؟ وأين هي الوزارة المكلفة بذوي الاحتياجات الخاصة؟ أليس هؤلاء المكفوفين أمانة في عنقها وهم من يجدر بهم الاهتمام؟
إن توالي أحداث الانتحار والمظاهرات والاحتجاجات لهو مؤشر قوي لترد واضح لمستوى الحياة الاجتماعية للأفراد، فكما في المدن في القرى أيضا، وكما يعاني المدنيون من وأزمة البطالة، فالقرويون يعانون أيضا من أزمات أخرى ومنها أزمة قراءة وانتشار الأمية في أوساطهم بنسب خطيرة. فإذا كنا نشاهد درجات من التهميش في المدن المهمة فما أدراكم بمستوى التهميش بالقرى والبوادي؟
إن لنا وزراء مكلفين بالشعب المغربي بكل فئاته من فقراء وصولا إلى الأغنياء، وهؤلاء الوزراء الأغنياء المحترمون عليهم أن ينزلوا من فوق كراسيهم الوثيرة ليطلعوا على أحوالنا، يتعرفون فيها على المغاربة المنسيين وما يعانونه. وتكون لهم إرادة التغيير والاجتهاد لتحسين الأوضاع. وكل وزير حسب تخصصه، مثلا وزير التعليم المحترم لماذا لا ينزل إلى المدارس الابتدائية بالأحياء الشعبية ويدخلها؟ ليتفقد أحوالها، والوزير المحترم وزير الشباب عليه أن يتفقد شباب المغرب الذي أصبح يستيقظ على المخدرات ولا ينام حتى يرتكب بعض الجرائم، لذا وجب على السيد الوزير إنقاذ شباب المغرب من الضياع في أحضن المخدرات.
والسيد وزير الأسرة والتضامن، عليه أن يخطو برجليه إلى أراضي الكاريانات الموجود خارج التغطية، ليطلع على من هم يفتقدون إلى أبسط شروط العيش الكريم والتي تعري عليها الصحافة أحيانا.
أما السيدة الوزيرة المكلفة بالأشخاص المعاقين فمن المفروض أن تفتح ملف المكفوفين الذين يحاولون الانتحار كل مرة أمام البرلمان وهذه المرة فوق سكك القطار والمرة الجاية الله أعلم فين.
أما سعادة وزير الصحة فينتظره عمل شاق، فعليه فقط أن يدخل بعض المستشفيات والمستعجلات التي تلزمها هي نفسها مستشفيات ويقف على معانات المرضى وتعنت بعض الممرضين.
ووزير التشغيل عليه أن يجد منافذ للخروج من أزمة بطالة المجازين أو على الأقل التقليل من معدلاتها إلى أدنى ما يمكن. وإذا كان للفقراء مشاكل، فالأغنياء لا يستثنون منها، لديهم مشاكل من نوع آخر ليس من الصعب حلها ولكن الأصعب وجود وقت للتفرغ لحلها. أما الفقراء فلديهم الوقت الفارغ والواسع ولكن تنعدم الإمكانيات لحل مشاكلهم.
إذا قام كل وزير ومسؤول بالدور المنوط به، فحتما بدون شك سنرى مغربا آخر، مغرب السلم والأمان، مغرب التضامن والتكافل الشعبي، مغرب الديمقراطية والحداثة، مغرب كل المغاربة تتعايش فيه جل الطبقات دون تحيز أو تمييز بين أفراد شعبه الكبير، مغرب الحرية والمبادئ الأخلاقية، وتحية خاصة لكل غيور على مصلحة الوطن.

Aucun commentaire: