samedi 16 août 2008
حادثة سير خطيرة تكشف عن واقع نساء ينقلن كالدواب على متن الشاحنات
المعطيات الأولية تكشف عن إصابة 31 امرأة واحدة منهن حالتها خطيرة للغاية
علم من مصدر أمني أن حادثة سير مفجعة وقعت صباح أمس الثلاثاء عند حدود الساعة الخامسة بالطريق الثانوية بالمقربة من قنطرة شيدت فوق مصب واد سوس تربط أيت ملول بإنزكان بعد أن فقد سائق شاحنة كانت تقل العاملات بإحدى الضيعات الفلاحية تحكمه بالشاحنة بعدما حجب عنه صاحب عربة مجرورة الرؤية في إحدى المنعرجات الخطيرة، ما أدى إلى انقلابها.
وفور علمها بالحادث تحركت المصالح الأمنية وسيارات الإسعاف إلى موقع الحادث من أجل إسعاف المصابات اللواتي بلغ عددهن 31، حالة واحدة منهن خطيرة للغاية ما استدعى نقلها على وجه السرعة إلى المستشفى الإقليمي في حين تم إسعاف البقية بمستشفى إنزكان.
الحادث تسلط الضوء مجددا على ظاهرة نقل المئات من النساء بواسطة شاحنات أعدت لنقل المعدات والدواب لا لنقل المستخدمات اللواتي يشتغلن بعدد من الضيعات الفلاحية بمنطقة سوس ماسة، في ظل ظروف يشبها كثير من الممارسات الغير القانونية سواء من ناحية الأجور أو التأمين أو حتى على مستوى ظروف نقلهن من وإلى مقرات سكناهن.
حادث أيت ملول كشف بجلاء عن مجموعة من الحقائق أولها قضية وسائل النقل المخصصة لنقل المئات من العاملات المشتغلات في الميدان الفلاحي وما يشوب هذه العملية من خروقات لا يمكن للمرء أن يتغاضى عنها في جميع الأحوال.
وإذا كان سائق الشاحنة المسمى "ح.ر" الذي ينحدر من منطقة شيشاوة يتحمل جزء من المسؤولية القانونية فيها، فإننا السؤال يطرح حول عن الجهاز الأمني المكلف بالمراقبة الطرقية على اعتبار أن عناصره هم المخول لهم أمر مراقبة مثل تلك الشاحنات التي تمر على مرأى ومسمع منهم، ما يجعلنا أمام احتمالين أحلاهما مر أولهما أن تلك العناصر تغض الطرف عن أصحاب الشاحنات وهذا يعكس تواطؤ بيننا، وثانيهما أن تلك العناصر لا تفرق بين البشر والبهائم ما يجعل أمر نقل الشاحنات للبشر كنقلهم للدواب هذا من جهة، ومن جهة ثانية يمكن طرح أكثر من علامة استفهام حول صمت السلطات حول الوضعية الكارثية التي صارت تعيش على إيقاعها الطريق التي وقعت فيها الحادثة، والتي تعد شريانا حيويا لا تكاد تنقطع فيه الحركة على مدار اليوم حيث تنعدم فيها الإنارة وتكثر فيها المطبات وتغمرها المياه كلما وقعت تساقطات مطرية إلى غير ذلك من مظاهر تعكس بجلاء التهميش البين لتلك الطريق وحرمان سكانها من الحق في التنقل عبرها بكل أمن وطمأنينة.
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire